مع التغيرات الحديثة التي طرأت على التكنولوجيا، وظهور الذكاء الاصطناعي أيضاً أصبح لدينا التباس بين الذكاء الاصطناعي وبرامج الكمبيوتر التقليدية .
فما هوالاختلاف بينهما يا ترى ؟
تابع معنا …
يختلف الذكاء الاصطناعي عن البرامج التقليدية بأسلوب برمجته. فعلى عكس الذكاء الاصطناعي : في البرمجيات العادية، يتم كتابة تعليمات دقيقة تحدد بالتفصيل كيفية تنفيذ كل خطوة. يعمل مطور البرامج على تحليل المهمة إلى أجزاء صغيرة يسهل على الكمبيوتر معالجتها، ثم يكتب كودًا مخصصًا للقيام بهذه المهام : مثل البحث عن البيانات أو تحليلها أو إنشاء مخرجات.
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن وآلاه.
سوف نتحدث اليوم بإذن الله عن الفرق بين الذكاء الاصطناعي وبرامج الكمبيوتر التقليدية، وأثناء الحديث ستناول واحدة من أهم هذه الفروقات ألا وهى (طريقة البرمجة).
كيف يختلف الذكاء الاصطناعي عن البرامج التقليدية إجمالا؟
الذكاء الاصطناعي هو دراسة كيفية استطاعة أجهزة الكمبيوتر من حل المشكلات عن طريق تقليد الذكاء البشري. ويشمل ذلك مهام مثل التعلم والتواصل الطبيعي. وعلى النقيض من ذلك، فإن البرامج التقليدية عبارة عن برامج يتم تشغيلها على جهاز الكمبيوتر الخاص بك. ويمكن تثبيتها من قرص مضغوط أو تنزيلها عبر الإنترنت.
الميزة الأساسية لهذا النوع من البرامج تكمن في مرونته. فلا حاجة للقلق بشأن توافق الإصدارات عند الترقية إلى الإصدار الأحدث. علاوة على ذلك، يمكن تشغيله على أي نظام تشغيل بكفاءة، رغم أن بعض البرامج قد تواجه أداءً أقل مثالية على أجهزة Mac.
برامج الذكاء الاصطناعي متاحة عبر الإنترنت، مما يعني أنه لا حاجة لتثبيتها على جهازك. يمكنك الوصول إليها من أي جهاز متصل بالإنترنت. الميزة الأبرز في نموذج أعمال الذكاء الاصطناعي هي قابليته العالية للتوسع مقارنة بنماذج البرمجيات التقليدية، حيث يمكن إضافة عدد غير محدود من المستخدمين دون القلق بشأن قيود السعة.
ونفصل فيما يأتي …
بالنسبة لتقنية الذكاء الاصطناعي :
يعمل الذكاء الاصطناعي، وخصوصًا التعلم الآلي machine learining ، بطريقة مختلفة عن البرمجة التقليدية. بدلاً من كتابة تعليمات محددة لتنفيذ مهمة معينة، يتم تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي باستخدام كميات كبيرة من البيانات big data ، مما يمكّنها من التعرف على الأنماط واتخاذ القرارات أو التنبؤ بناءً على هذه الأنماط.
آلية العمل:
في التعلم الآلي، يتم تزويد الخوارزمية ببيانات ضخمة و محددة لكي يتم تنفيذها. على سبيل المثال، يمكن تدريب خوارزمية على التعرف على صور أشجار معينه من خلال عرض آلاف الصور التي تحتوي على هذا النوع من الأشجار، حيث تتعلم الخوارزمية الأنماط المشتركة في هذه الصور.
حالات الاستخدام:
يُستخدم الذكاء الاصطناعي في مجالات يصعب فيها تطبيق البرمجة التقليدية، مثل معالجة اللغة الطبيعية، والتعرف على الصور، والتنبؤ بالنماذج المستقبلية. كما يُعتمد عليه في الأنظمة التي تحتاج إلى التكيف مع بيانات جديدة، مثل خوارزمية التوصية.
التحديات:
تعتمد خوارزميات الذكاء الاصطناعي بشكل كبير على كميات هائلة من البيانات للتدريب بفعالية. ومع ذلك، فإن تفسير عملها قد يكون أكثر تعقيدًا مقارنة بالتعليمات البرمجية التقليدية، وهي مشكلة تُعرف بـ”الذكاء الاصطناعي الصندوقي الأسود”. بالإضافة إلى ذلك، قد تواجه هذه النماذج مشكلات مثل التحيز، أو عدم الدقة، أو الإفراط في التعلم إذا لم تُدار بشكل صحيح.
أما في البرمجة التقليدية:
يقوم المستخدم بكتابة تعليمات محددة (كود) توجه الكمبيوتر للقيام بمهمة معينة أو حل مشكلة محددة، حيث ينفذ الكمبيوتر هذه التعليمات خطوة بخطوة.
آلية العمل:
يقوم المبرمج بتحليل المشكلة وتقسيمها إلى مهام صغيرة قابلة للحل، ثم يكتب تعليمات برمجية لمعالجة كل مهمة. يأخذ البرنامج المدخلات، ويطبق عليها التعليمات البرمجية المكتوبة، ليقوم بإنتاج المخرجات المطلوبة.
حالات الاستخدام:
تُستخدم البرامج التقليدية في المهام التي تتميز بقواعد واضحة ومدخلات ومخرجات محددة مسبقًا، مثل تطوير تطبيقات الويب، معالجة البيانات، وتطوير البرمجيات المختلفة.
التحديات:
تُعتبر البرامج التقليدية نظامًا ثابتًا، حيث لا يمكنها التعامل مع مشكلات جديدة أو مواقف غير متوقعة إلا إذا قام المبرمج بتحديث الكود يدويًا. كما أنها غير قادرة على التعلم أو التكيف مع البيانات المتغيرة.
إذن …
الذكاء الاصطناعي والبرمجة التقليدية طريقتان لحل المشكلات في مجال علوم الكمبيوتر. تكمن الاختلافات الرئيسية بين الطريقتين في عملياتهما وحالات الاستخدام والقدرات ونوع المشكلات التي تواجههما .
وبالطبع لا نغفل أن الذكاء الاصطناعي هو شكل من أشكال التطوير للبرامج التقليدية.
ختاماً
حتى وإن كان الذكاء الاصطناعي يؤدي الكثير من المهام ويتميز بالاستدلال والتنبؤات لكنه لن يستطيع أن يحل محل البشر أو العقل البشري لأنه بالاختصار المجمِل لكل قول:
“هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه ” – سورة لقمان
ولكن ..
علينا طلب العلم لمحو الأمية التقنية وتوظيف هذه العلوم بالطريقة الصحيحة التي ترضي الله سبحانه وتعالى .