نصائح لاختيار دورات تقنيّة للأطفال

تعلّم المجالات التقنيّة أصبح من الأمور الأساسيّة في هذا العصر إلى جانب أنّ هذه المجالات تستخدم لتعليم مهارات أساسيّة للأطفال واليافعين وتعزيز فكرة تكامل العلوم لديهم ممّا يجعلها مفيدة للجميع سواءً أحبّوا الإكمال في هذا التخصّص أم لا ولكن لدينا بعض النصائح بخصوص اختيار الدورات في هذا المجالات

بِسْمِ اللّٰهِ وَالصَلاةِ وَالسَلامِ عَلَى رَسُولِ اللّٰهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمِنْ والاهُ

كون هذه المجالات جديدة ومتجدّدة بسرعة كبيرة، فيها الكثير من التداخل، مناهجها العربيّة قليلة، من جهةٍ أخرى فئات المتلقّين واسعة، بينهم اختلافات كبيرة، وخصوصاً إن كانت هذه الدورات عبر الشابكة فهناك عدّة نقاط يجب التنبّه لها قبل التسجيل في دورات تقنيّة:

 

1-عدم الانبهار

مجالات التقنية هي مجالات مُبهرة بطبيعتها وخصوصاً أنّها رائجة حاليّاً بين أوساط الشباب ولكن لا يكفي هذا الانبهار لنختار دورة تقنيّة للطفل قبل أن نتساءل ماذا سيتعلم منها؟ هل هي مناسبة له؟ هل هذا المكان الذي يقدّم الدورة متخصّص في هذا المجال أو هي مجرّد صيحة يحاول اللحاق بها؟ هل الإعلان منطقي؟ أم هناك وعود لا يمكن أن يحقّقها مهندس متخصّص ننتظرها من دورة مدّتها الكليّة 10 ساعات لطفل ؟! مع التفريق هنا بين الكلمات التسويقيّة والوعود الحقيقيّة حتى لا نقع بسوء الظنّ وظلم البعض…

2-العمر لا يساوي المستوى، خصوصاً هنا

هذه مشكلة شائعة في التعليم التقليدي وتتأكّد هنا كثيراً، لأنّ التركيز هنا هو على المهارة بذاتها وعلى التعلّم وليس فقط على اجتياز المرحلة وتجميع النقاط، فلا بدّ أن نتأكّد أن الطالب قابل أصلاً لتعلّم هذه المهارة في هذه المرحلة وبهذه الطريقة، وهذا أمر لا يحدّده العمر فقط، انظر إلى الدورات المهاريّة المختلفة: دورات الكروشيه، دورات التجويد، دورات الخطّ… إلخ، يكثر فيها أن ترى في ذات المجموعة الأب والابن، الجدّة والحفيدة، أجيال مختلفة تجتمع إلى ذات المعلّم، لأنّ محدّد وجودهم هنا هو مستواهم في هذه المهارة وليس العمر، للتوضيح: إن كنّا نريد تعليم البرمجة للأطفال بهدف تعليم التفكير المنطقي وحلّ المشاكل وإلخ، ونأتي بطفل لا يعرف أصلاً كيف يقرأ ويكتب و نجلسه بجانب آخر يتقن القراءة والكتابة واستخدام الحاسب وهما بنفس العمر، لا يمكن أبداً أن يحقّق هذا الدرس غايته، أحدهما سيظلّ يشعر أنّه متأخّر، والآخر سيشعر أنّه متفوّق ويتوقّف عن المحاولة، لا بدّ أن نفهم أنّ هناك متطلّبات عدم وجودها لا يعني تأخّر الطفل، يعني فقط أنّه غير ملائم لهذه المرحلة، فهو ممكن أن يتعلّم التفكير المنطقي وحلّ المشكلات عن طريق تدريبات البرمجة البصريّة وغيرها، ويمكن أن يستعدّ للمرحلة القادمة بتعلّم الجلوس إلى الحاسب مثلاً، وهكذا في كلّ مرحلة نختار الأنشطة المناسبة لتحقيق الهدف وهنا نأتي إلى النقطة الثالثة

3-الهدف الحقيقي للدورات التقنيّة

الهدف في كثير من الأحيان بالنسبة للأطفال خصوصاً ليس الدورة بحدّ ذاتها، أعني ليس كلّ الأطفال يدخلون دورات البرمجة لينتهي بهم الأمر كمبرمجين وهكذا في دورات الروبوتيك والتصميم وغيرها، وهنا من الطبيعي أن يغيب هذا المعنى عن أذهان أولياء الأمور وخصوصاً البعيدين منهم عن المجال، فلدينا هنا مسؤوليّة مشتركة بين الأهل والمعلّم، على الأهل أن يسألوا بشكل جيّد عن التفاصيل الحقيقيّة (هدف الدورة، متطلّباتها المعنويّة، مناقشة المستوى بالتفصيل وعدم الاكتفاء بالعمر) قبل التركيز على التفاصيل التقليديّة مثل التكلفة والمواعيد، وعلى المعلّم -وخصوصاً إن تبدّى له جهل الأهل- أن يوضّح لهم كلّ ذلك مستحضراً الأمانة التي يحملها أمام الله وأمام نفسه وطلّابه، وأمام الأهل الذين استأمنوه، لا سيّما ونحن نعلم أنّ عدداً من الأهالي يضحّون حقّاً بكثير من الأمور ليأمّنوا مبالغ الاشتراك في هذه الدورات سعياً منهم لحياة أفضل لأبنائهم، فلا بدّ أن يعلموا ماذا يتعلّم أبناؤهم وكيف ولماذا؟ كفكر رئيسة بالطبع …

4-اختيار دورات تقنيّة بشكل مستويات

السّعي إلى اختيار الدورات التي تكون بشكل مستويات متعدّدة وليست دورة واحدة طويلة خصوصاً إن كان الطالب يتعرّف على المجال لأوّل مرّة، فهذه الطريقة تساعد على استكشاف مدى اهتمام الطالب بالمجال وهل ناسبه المعلّم والطريقة والمنهج ليستطيع بعدها الإكمال في المستويات المتقدّمة بقوّة وعن رغبة.

5-الدورات التقنيّة عبر الشابكة(الأونلاين)

فكرة حضور دورات تقنيّة عبر الشابكة هي فكرة مفيدة جدّاً ولها مزاياها الخاصّة لكن قد لا تكون مناسبة للجميع، خصوصاً عندما نتكلّم عن أطفال فلا بدّ مراعاة هذا الأمر، فمثلاً لم يفلح الطفل في متابعة دورة ما عبر الشابكة، يجب أن نتتبع هل كان السبب عدم اهتمامه بالمجال أم أنّه لم يستطع التفاعل مع المعلّم عن بعد، وهناك تحدّيات أخرى في موضوع الدورات عبر الشابكة لها علاقة بالنقاط 2و3، إذ إنّ الطفل ذو 9 سنوات في بلد(أ) مستواه مختلف عن الطفل ذو 9 سنوات في بلد(ب)، وثقافة الأهل في البلد(أ) حول المجالات التقنيّة والتعليم عن بعد مختلفة جدّاً عن ثقافة الأهل في البلد(ب)، التسجيل في دورة عبر الشابكة يعني مسؤوليّة أكبر في التأكيد على المتطلّبات من جهة المعلّم و السؤال عنها من جهة الأهل وأن يحسنوا توصيف مستوى ابنهم، وقد يساعد كثيراً في هذا موضوع المحاضرة الأولى المجّانيّة، وتوصيف منهج الدورة بدقّة، والسؤال عن مناهج البلد لعمر الطفل لأخذ فكرة عن مدى معرفته.

6-طلب مراجعة أو تقييم صريح في نهاية الدورة

طلب تقييم صريح من المعلّم في نهاية الدورة حول تقدّم الطالب ومدى تفاعله مع المادّة العلميّة ومع طريقة التّعليم (في حال كانت عن بعد) وحتّى حول سلوكه، هذا أمرٌ مهمّ جدّاً يعيدنا إلى فكرة الهدف أصلاً من الدورة، نحن لا نريد فقط أن نجتاز مرحلة تلو المرحلة كما في المدرسة، نريد أن نحقّق فائدة حقيقيّة ولو كانت هذه الفائدة هي أنّنا علمنا عدم اهتمام الطفل بهذا المجال، والتقييم يعين كثيراً على اختيار الخطوات القادمة.

 

أتمنّى لكم التوفيق في رحلة التعلّم، في حال وجود أي استفسارات أو إضافات تحبّون مشاركتها اكتبوا لنا في تعليقات المقال…

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *