بدأ ظهور التعليم الافتراضي مع انتشار خدمات الشابكة وتوفرها في البيوت، وخصوصاً برامج التخاطب الصوتي والمرئي، ولكن الطفرة الحقيقيّة حصلت بعد جائحة كورونا حيث كان التّعليم الافتراضيّ حلّاً فعّالاً لاستكمال العمليّة التعليميّة في مختلف المراحل، وتبدّى للنّاس فعاليّة هذه الطريقة التعليميّة إذا تمّ استثمارها بشكلٍ صحيح، فهي ممكن أن تكون أسلوباً جديداً في التعليم له الكثير من المزايا وليس فقط حلّاً مؤقّتاً وقد أفردنا سابقاً بعض فوائد التعلّم عن بعد، سنتكلّم اليوم عن واحدة من أبرز الميّزات التي تساعد على تحويل التّعليم الافتراضي إلى تعليم تفاعليّ قد يفوق التّعليم الوجاهي في بعض الأحيان، تابعوا معنا لتعرفوا أكثر عن المختبرات الافتراضيّة…
بِسْمِ الله وَالصَلاةِ وَالسَلامِ عَلَى رَسُولِ اللّه وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمِنْ والاهُ .
إحدى أبرز الطرق التي تستخدم في تحسين العمليّة التعليميّة وخصوصاً في المواد العلميّة هي التجارب المخبريّة، وترى بشكلٍ واضح أنّ الدروس التي تحتوي على تجارب تكون أكثر الدروس حماسةً عند الطلّاب وأكثرها بقاءً في ذاكرتهم، فيمكن أن ينسى الطالب معلومة سمعها أو قرأها، لكن يصعب جدّاً أن ينسى معلومة اكتسبها عن طريق تجربة شاركت بها حواسه ورأى نتائجها أمامه، وهذه إحدى طرق التدريس الفعّال التي تستخدم في الأنظمة التعليميّة الحديثة مثل نظام STEAM الذي سبق الحديث عنه، وكما رأينا استخدام الأنشطة في هذا النّظام لا تقتصر فقط على المواد العلميّة إنّما أيضاً على أيضاً على الفنون الأخرى.
فما هي المختبرات الافتراضيّة؟
المختبرات الافتراضيّة هي برامج على الحاسب أو مواقع على الشابكة تحتوي على بيئة محاكية لبيئة التجربة على أرض الواقع، ومعنى المحاكاة أنها تنسخ تماماً ظروف التجربة على أرض الواقع وكذلك الأدوات المستخدمة سواءً أدوات التجربة نفسها أو أدوات قياس النتائج، غير أنّها كلّها برمجيّات موجودة على الحاسب، وتسمح هذه البرمجيّات بإجراء التجربة ومشاهدة النتائج وقياسها، نرى في الصورة مثالاً لتجربة في إحدى هذه البيئات وهو موقع PHET المتميّز في هذا المجال
كما رأينا تمّ استخدام المختبر الافتراضيّ لإجراء تجربة استطالة النابض الشهيرة، وكما يظهر في الصورة خيارات تعديل ظروف التجربة وأيضاَ أدوات القياس من أجل تسجيل النتائج، وحتى خيار تغيير طريقة العرض.
والآن ننتقل لنجيب عن سؤالٍ مهمّ:
هل يمكن أن تكون هذه المختبرات مفيدة خارج سياق التّعليم عن بعد؟
نعم بالطبع! هناك العديد من المزايا لاستخدام هذه المختبرات بشكلٍ واسع:
1-توفير تكلفة الأدوات: يمكن الاستعانة بهذه البرمجيّات في أماكن التّعليم التي تودّ تقديم تجربة تعليميّة متكاملة للطلّاب ولكنّها لا تمتلك التمويل الكافي لإنشاء مختبرات وشراء التجهيزات فتكون هذه البرمجيّات حلّاً ممتازاً لكيلا يكون العلم حكراً على فئة معيّنة.
2-إجراء التجارب المعقّدة والخطرة: بعض التجارب لا يمكن إجراءها في بيئة تعليميّة بسبب تعقيدها أو خطورتها أو ظروفها الصعبة فهنا يمكن الاستفادة من هذه البرمجيات في إجراء هذه التجارب مثل تجارب الفضاء.
3-إشراك الجميع في التجربة: حيث يمكن لأيّ طالب إجراء التجربة على حاسب المدرسة أو جهازه اللوحي الخاصّ، مما يجعل هذه المختبرات خياراً ممتازاً للتعليم المنزليّ والتعليم الموازي.
أخبرونا هل تعلمون مواقع وبرامج مشابهة، أم تحبّون أن نعرّفكم على مواقعَ أخرى شبيهة؟