إن كنت معلّماً أو وليَّ أمرٍ فلا بدّ أنّك سمعتَ يوماً هذا السؤال من أطفالك و طلّابك: ماذا سأستفيد من تعلّم الرياضيّات والعلوم واللغة … إلخ؟ لا بدّ أنّك أيضاً لاحظتَ تصاعد الانتقاد للتعليم التقليدي بوصفه بعيداً عن واقع الحياة العمليّة ولا يعطي الطفل المهارات الحياتيّة الأساسيّة، فهل أتى نظام STEAM بحلٍّ مناسب؟ تابع معنا لتعرف …

بِسْمِ اللّٰهِ وَالصَلاةِ وَالسَلامِ عَلَى رَسُولِ اللّٰهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمِنْ والاهُ

نظام STEM

بدأت القصّة مع نظام STEM الذي ظهر في التسعينات في مؤسّسة العلوم الوطنيّة الأمريكيّة NSF وهدف إلى ربط المعارف ببعضها وفهم التقاطع بين التخصّصات المختلفة، فما معنى هذا الاختصار؟

(S: Science ) العلوم الطبيعيّة

تعتبر العلوم أساساً لفهم العالم من حولنا. يشمل ذلك دراسة الظواهر الطبيعية، الكيمياء، الفيزياء، وعلم الأحياء.

 (T: Technology) التقنية

تلعب التكنولوجيا دوراً محوريّاً في حياتنا اليوميّة. يتعلّم الطلاب كيفيّة استخدام الأدوات التكنولوجيّة الحديثة، مثل البرمجة، تصميم المواقع، والأجهزة الذكيّة.

(E: Engineering) الهندسة

تركّز الهندسة على تصميم وبناء الحلول للمشكلات. من خلال مشاريع هندسية، يتعلّم الطلاب كيفيّة تطبيق المفاهيم العلميّة والتكنولوجيّة لإنشاء منتجات أو أنظمة جديدة.

(M: Mathematics) الرياضيات

تعتبر الرياضيات لغة العلوم والتكنولوجيا. تساعد الطلاب على فهم البيانات وتحليلها، وتطوير مهارات التفكير المنطقي والتحليلي التي تعتبر ضروريّة في جميع المجالات.

سبب التوجّه إلى هذا النّظام في التعليم هي أنّ 71% من المهن الأكثر نموّاً تعتمد على تخصّصات STEM وهذه النّسبة في تزايد مستمرّ خصوصاً في العقد الأخير الذي شهد طفرات في عالم التقنية والشابكة والذكاء الاصطناعي، وعليه فقد رصدت الإدارة الأمريكيّة 3 مليارات دولار لنشر مناهج STEM، كما وضعت أستراليا خطّة شاملة للتعليم وفق مناهج STEM، وبدأت المدارس الدوليّة والمحليّة الغربيّة والعربيّة بإدخال مناهج STEM بشكل جزئيّ أو كلّيّ.

نظام STEAM

حدث تطّور في بداية القرن ال21 على نظام STEM بإضافة حرف واحد ليصبح النّظام الجديد الموصى به هو نظام STEAM حيث يرمز حرف الA إلى الفنون، لكن ليس المقصود بهذه الإضافة الفنون البصريّة فقط بل يُقصد بها العلوم الإنسانيّة بحيث يتّسع النّظام ليشمل بالفعل كلّ العلوم والفنون التي يحتاجها الطالب بما فيها اللغات والآداب والعلوم الاجتماعيّة، ويرى البعض أنّنا نستطيع أن نشمل بها أيضاً العلوم الدّينيّة بوصفها أيضاً تتداخل مع العلوم الأخرى مثل منهج البحث العلميّ في علوم الحديث.

أمّا بالنّسبة لأهميّته فإنّ هذا النظام يجعل الطالب على تواصل مباشر مع كلّ ما يتعلّمه في المدرسة حيث تكون عمليّة التعلّم تقاعليّة وتجمع بين عدّة مجالات فيفهم الطالب التطبيقات العمليّة وراء كلّ مفهوم نظري أو مهارة يتعلّمها، بالإضافة إلى أنّه يكتسب مهارات مثل التّحليل وحلّ المشكلات والعمل ضمن فريق.

 

كيف نطبّق نظام STEAM على مستوى الأفراد

لا يحتاج الأمر إلى مدارس متخصّصة لتطبيق هذا المبدأ مع الأطفال والطلّاب، يمكن أن يتمّ هذا الأمر من خلال جهود فرديّة في المنزل والمدرسة سعياً نحو انتشار هذه الثقافة وبيان عمق أثرها من خلال رؤية ثمار تطبيقها بشكلٍ جزئيّ. أوّلاً يمكن تحقيق ذلك بأنشطة منزليّة ممتعة يقوم الطفل فيها باللعب والتعلّم معاً مثل استخدام قطع التركيب(الـ Puzzle) في تركيب كلمات أو عمليّات حسابيّة، أو باستخدام مبدأ التعلّم بواسطة حلّ المشكلات عن طريق طرح مشكلة ما ومحاولة إيجاد حلّ لها، على سبيل المثال مشكلة في ترتيب خزانة الملابس واختيار الطريقة المثلى لاستغلال المساحة بأفضل شكل، مشكلة في إدارة المصروف وترتيب الأولويات، كما يمكن إجراء تجارب منزليّة بسيطة مثل(التبخّر والتكثّف، دارة كهربائيّة بسيطة، انكسار الضوء… إلخ). وبالانتقال إلى المدرسة فإنّ كلّ معلّم لديه عدد كبير من الأنشطة المقترحة البسيطة التي يمكن تطبيقها في مجاله بحيث تعمل على تعزيز فكرة الدرس وربط هذه المادّة بالمواد الأخرى، مثل النشاط المبيّن في الصورة بالأسفل والذي يستخدم الأوزان الحقيقيّة في شرح الأوزان المعنويّة للحركات في اللغة العربيّة فيكون قد ربط بين اللغة العربيّة والفيزياء.

 

أنشطة تعليميّة موازية تدعم نظام STEAM

من أبرز الأنشطة التعليميّة الموازية للمواد المدرسيّة أنشطة التقنية والروبوتيك والبرمجة والتي تعدّ تطبيقاً ممتازاً لنظام STEAM حيث تجمع بين مجالات العلوم المختلفة وتؤكّد مهارات لا يتمّ التركيز عليها في التعليم التقليدي مثل التفكير المنطقي وحلّ المشكلات ومهارات التخطيط و العمل الجماعي، ومن جهة أخرى تنمّي بعض المهارات التي أصبحت أساسيّة في عصرنا مثل مهارة التصميم والتسويق. لذلك يُنصح جدّاً بإشراك الأطفال بأنشطة موازية تعزّز لديهم ما تعلّموه في المدرسة وتضيف لهم مهارات أساسيّة في الحياة اليوميّة.

لا تتردّدوا في تجربة هذه الأنشطة مع أبنائكم وطلّابكم، يكفي كتابة “أنشطة STEAM” في محرّك البحث لتحصلوا على عدد من الأنشطة المتنوّعة في مجالات مختلفة والتي يمكن تطبيقها في المنزل والمدرسة، واكتبوا لنا في التعليقات هل تودّون أن نقترح أنشطة محدّدة لتقوموا بتجربتها؟