هل فعلا نحتاج إلى تغيير الهاتف سنويًا؟ تقوم كل عام شركات التكنولوجيا الكبرى مثل شركة آبل وسامسونج وشاومي وغيرها من الشركات في التسابق للإعلان عن أحدث الإصدارات الخاصة بالهواتف الذكية. ومع كل إصدار جديد نجد الكثير من الإعلانات التي تعد المستخدمين بسرعة أكبر وكاميرا أوضح وأكثر دقة وشاشة أفضل وهنا نجد أنفسنا نسأل سؤال هل نحتاج فعلا إلى هواتف جديدة كل سنة؟ أم أن الأمر هو عبارة عن خدعة تسويقية تستغل رغبة الإنسان في مواكبة العصر؟ في هذا المقال سوف نقوم بتقديم تحليل مفصل عن هذه الظاهرة وسوف نناقش معكم هذا الأمر من أكثر من زاوية لنرى إذا كان هذا التغيير للهاتف أمر عقلاني أو اندفاع استهلاك؟
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن والاه.
هل فعلًا نحتاج إلى تغيير الهاتف سنويًا؟
كي نقوم بالإجابة عن هذا السؤال دعونا في البداية نتعرف على دورة حياة الهاتف الذكي قبل أن نصدر حكما بأننا نحتاج إلى تحديث الهاتف سنويا علينا أن نتعرف على طريقة عمل الهاتف وإلى متى تدوم مكوناته بشكل فعلي ؟
الأجهزة المادية(الهارد وير):
المعالجات:
المعالجات التي يتم استخدامها في الهواتف يتم تحديثها كل عام ولكن ليس كل تطور تقوم به الشركة يحدث فرق كبير للمستخدم العادي فهناك بعض المعالجات التي صدرت في عام 2021 ولا تزال قوية إلى عام 2025
البطارية:
تبدأ البطارية في التدهور بعد سنتين في الغالب من الاستعمال المكثف ولكن في أغلب الهواتف يمكن استبدال البطارية.
الكاميرات:
يتم تحسين الكاميرات ولكن في أغلب الأوقات الفروقات التي يتم إحداثها تكون طفيفة جدا وغير ملحوظة إلا إذا كانت تحت ظروف تصوير احترافي.
البرمجيات (السوفت وير):
الهواتف الحديثة في الغالب تحصل على تحديث أمني نظامي من مدة 3 إلى 5 سنوات فاذا كان هاتفك يحصل على تحديثات الامان التي تقوم الشركة بإصدارها فهو لا يزال جهاز آمن وقابل للاستعمال فالخلاصة أن الأمر من ناحيه الأداء والعمر الافتراضي الهاتف الجيد يخدمك من ثلاث الى أربع سنوات دون وجود أي مشكله حقيقية.
الجانب الاقتصادي للتحديث السنوي
1. تكلفة مادية عالية:
شراء هاتف جديد كل سنة يعني إنفاق ما لا يقل عن 1000 دولار سنويًا (أو ما يعادلها في العملة المحلية)، خاصة إذا كنت تفضل الفئات الرائدة. هذه الميزانية يمكن أن تُوجه نحو احتياجات أكثر أهمية أو ادخار طويل المدى.
2. خسارة القيمة سريعًا:
الهواتف، مثل السيارات، تفقد جزءًا كبيرًا من قيمتها بمجرد أن تقوم بفتح علبتها. على سبيل المثال، هاتف اشتريته بـ 1000 دولار في 2024، قد لا يتجاوز سعره 600 دولار بعد عام فقط، حتى لو كان في حالة ممتازة.
3. ضغوط اجتماعية وتسويقية:
كثير من الناس لا يغيرون هواتفهم لأنهم يحتاجون ذلك، بل لأنهم فقط يشعرون بالضغط من الإعلانات أو من أصدقائهم .
من الذي يحتاج فعلا إلى أن يقوم بتحديث الهاتف سنويًا؟
هناك مجموعة من المستخدمين الذين يتم نصحهم بتغيير الهاتف سنويا وهم:
- مطوروا التطبيقات أو المصمم الذي يحتاج إلى اختبار التطبيقات على أحدث الأجهزة.
- المصور المحترف الذي يعتمد على الكاميرا الخاصة بالهاتف بشكل أساسي.
- المستخدم كثير الاستعمال للتقنية والذي يحتاج دائما إلى أقصى أداء.
من الذين لا ينصحون بتغيير الهاتف سنويا؟
لا يتم النصح بتغيير الهاتف بشكل سنوي
- إذا كنت تقوم باستعمال الهاتف للاتصال أو التواصل على الواتساب أو تصفح الانترنت أو مشاهدة مقاطع الفيديو المختلفة والتصوير العرضي.
- إذا كنت لا تعاني من بطء جهازك أو من وجود مشاكل تقنية في الجهاز.
هل هناك طرق يمكنك أن تحدث بها الجهاز دون أن تشتري هاتف جديد؟
نعم هناك بعض الطرق البديلة التي تستطيع من خلالها أن تقوم بتحديث التجربة دون أن تشتري هاتف جديد ومن هذه الطرق ما يلي:
- تحديث التطبيقات والنظام بشكل مستمر
- استعمال الحافظات وكذلك أيضا الشاشات الجديدة حتى تضفي لمسه تغيير وتجديد.
- تبديل البطارية ولكن عند الحاجة فقط.
- تنظيف الجهاز وعمل إعادة ضبط مصنع للجهاز كي تقوم بتحسين أدائه.
- الاستفادة من الملحقات الجديدة التي تتبع الهاتف مثل السماعات أو الساعة الذكية.
وجهة نظر الخبراء
تقول إحدى شركات الهواتف: “نحن نبتكر لتقديم الأفضل، لكن ليس عليك التحديث كل سنة.”
ويؤكد خبراء التقنية: “أن الهواتف الحديثة قوية بما يكفي لتدوم أكثر من 3 سنوات دون أي ضعف ملحوظ.”
حتى شركة أبل نفسها بدأت تدعم فكرة “الصمود الطويل” وذلك من خلال قيامها بعمل تحديثات النظام الممتدة وأجزاء قابلة للاستبدال مثل البطارية.
ماذا عن سوق الهواتف المجددة (Refurbished)؟
لمن يريد التجديد لكن دون دفع مبالغ طائلة، هناك خيارجيد يوفر لك :
- شراء هاتف مجدد من شركة موثوقة.
- أقل تكلفة بنسبة 30-50%.
- أداء مشابه تمامًا للجهاز الجديد.
- صديق للبيئة بشكل كبير.
ختاما : في أغلب الحالات، الهاتف الذكي الحديث يكفي احتياج المستخدم ويزيد، ويمكن أن يخدمه لسنوات.
أما فيما يتعلق بقرار تغيير الهاتف السنوي فغالبًا ما يكون نابعًا من العادة أو التسويق، وليس من حاجة حقيقية.
إذا كنت تفكر في التغيير، اسأل نفسك:
- هل هاتفي الحالي لا يزال يلبي احتياجاتي؟
- وهل هناك أعطال حقيقية تمنعني من الاستخدام؟
- هل هناك فرق ملحوظ بين ما أملكه والهاتف الجديد؟
- أم هل أستطيع ترقية التجربة بطرق أخرى أقل تكلفة؟
تذكر: ليس الأحدث دائمًا هو الأفضل… بل الأفضل هو ما يخدمك بما يلبي احتياجاتك .